رؤية استراتيجية حول سيناريوهات الحرب الروسية الاوكرانية :

0
رؤيتي حول سيناريوهات الحرب الروسية الاوكرانية :
1- القوات الروسية ستصل الى كييف وتستولي على اوكرانيا لتضمها الى مشروع روسيا العظمى . بوتين يعمل على النهوض بروسيا العظمى باحتواء اجزائها التي انقسمت عنها إبان انهيار الاتحاد السوفياتي
2- روسيا ستغزو اوكرانيا وتستولي عليها دون تدخل من حلف الناتو
3- في حالة تدخل حلف الناتو مما سينذر ببداية الحرب العالمية الثالثة وهذا السيناريو مستبعد لأن امريكا واوربا تعلمان يقينا ان بوتين ماكر وذكي ولن يتوقعوا ما هي الخطوة القادمة عسكريا منه خاصة وانه توجه قبل ايام الى الصين وتم الاتفاق بينهما في بيان جاء فيه أن “الصداقة بين روسيا والصين بلا حدود، ولا توجد مناطق ‘عصية.
4- الضغط الاوروبي على روسيا بإيقاف المانيا تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 وهو ما أخذه بوتين بعين الاعتبار في خطوته الاستباقية للذهاب الى الصين قبل ايام لعقد اتفاق ضخم خصوصا تأمين نقل الغاز الى السوق الصينية العملاقة تحسبا لإيقاف امدادات الغاز في اوروبا
5- قفزت روسيا على القانون الدولي باعترافها بالجمهوريتين دونيتسك ولوغانسك من طرف واحد وهي خطوة توازي قفزات امريكا على القانون الدولي في العديد من الاحداث من غزو العراق … وهو ما معناه ان روسيا ترسل رسالة الى امريكا واوروبا والعالم انها اصبحت قوة عظمى مثل امريكا وممكن منافستها على القفز على القانون الدولي ولا يحاسبهما أحد.
6- ربما تدخل الصين قريبا على الخط بغزوها تايوان فيتشتت تركيز امريكا بين روسيا الصين
7- ربما يكون الهدف الاستراتيجي لروسيا والصين معا هو الاطاحة بامريكا من المرتبة الاولى في العالم كقوة عظمى وحيدة حاليا وربما التفكير في تقسيمها مستقبلا الى دول . لانه اذا كانت الزعامة العالمية لقوة عظمى فلا تستطيع الدولة التي تنافسها على الزعامة الاطاحة بها فيتحد ويتحالف عليها الدول في المرتبة الثانية والثالثة وربما الرابعة للاطاحة بالدولة العظمى الاولى.
8-يبدو اننا مقبلون على لعبة شد الحبل للقفز على القانون الدولي من أجل التوسع الجيواستراتيجي سواء بالنسبة لروسيا بإحياء الاتحاد الروسي بضم الجمهوريات الروسية السابقة أو بالنسبة للناتو لطموحه بضم المزيد من الجمهوريات الروسية وأهمها اوكرانيا و امريكا التي بدأت تحس أنها أصيبت في زعامتها العالمية فعملت على الزيادة في العقوبات الاقتصادية والمالية لمحاولة خنق روسيا ، وروسيا مصممة هي الاخرى على تحقيق اهدافها لذلك فغالبا فإن الدبلوماسية في هذه الحالة لن تجدي نفعا لأن كل طرف لن يتنازل عن طموحاته وبالتالي نعود الى التاريخ من جديد بإحياء نظرية القوة في العلاقات الدولية .
8- بالنسبة للعالم العربي فلا ينفعه ان كانت روسيا او الصين او امريكا تتزعم العالم فجميع هؤلاء يفكرون بمنطق “مصلحتي اولا”.
لذلك في اعتقادي بعيدا عن قوى الغرب والشرق ، ينبغي على العرب ان يجتمعوا ليس علنا للاتفاق حول التفكير في مشروع الاكتفاء الذاتي من القمح وبالتالي تحقيق الامن الغدائي العربي فتحقيق الامن الغدائي العربي هو بداية النهضة العربية

د.محسن الندوي
رئيس المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.